الابراج : عدد المساهمات : 132تاريخ التسجيل : 13/07/2009 العمر : 41
موضوع: الفتـــــاة واللــــوردة الثلاثاء أغسطس 11, 2009 1:43 am
حينما كنت أتمشى بذلك الطريق وسط الضباب الكثيف !!!! ما سكة بالمظلة لتحميني من زخات المطر والرياح،،
لا أعرف أين أتجه بسبب هذا الضباب ..... يا إلهي ؟؟؟
لقد ضللت الطريق ؟؟؟ اختلفت الأرض التي كنت أمشي عليها قبل قليل كانت قاسية ... أما الآن فهي أقل قسا وه منذو قبل ....
قمت وتحسست الأرض التي عليها أنها أعشاب !!!!
سلكت ذلك الطريق وإذا بضباب يقل كثافة .... رؤيا غير واضحة لكنني لمحت شخصاً يمشي ....
أسرعت بخطاي اتجاهه ليرشدني إلى الطريق الصحيح .....
فجاءه ؟؟؟؟
جلس ذلك الشخص .... اتجهت إليه بحذر وترقب ... إلى أن أصبحت المسافة بيني وبينه خطوه واحده ....
لم يشعر بوجودي ... بل ضم يديه ورجلاه والرأس بينهما ... وصوت أنين يصدر منه !!!
انتابني ذعر من هذا الصوت الذي يقشعر له البدن ويحزن له القلب وضعت يدي على كتفه ؟؟
توقف عن الأنين !!!!
رفع رأسه ينظر إلي ... عينان جميلتان يملأها الحزن .. ..
ما هذا ؟؟
أنها فتاة نعم فتاة... جلست بقربها... بدأت بالحديث معها متسائلة ما بها ؟؟ هل ضلت الطريق ؟؟ أم ماذا !!! لم تعطني إجابة لأسئلتي !!! أكتفت بالإشارة إلى اتجاه ما..
أخذت بنظري إلى ذلك الاتجاه... فإذا به حديقة صغيره بها مجموعة جميلة من الورود الرائعة ذات الألوان الخلابة...
قلت: مأروعها ومأجملها أهي لكِ ؟؟
لم تبح الفتاة بأي كلمة !!! فقط أعطتني إشارة أخرى بتجاه شيء أخر
يا لروعه أدهشني ذلك المظهر ... وردة بغاية الروعة والجمال.. وحيده في ذلك الحوض...
ابتسمت الفتاة .. من إعجابي بتلك الوردة ... طلبت مني أن أقترب أكثر إلى تلك الوردة الوحيدة وأمعن النظر بها .... فعلت مأمرتني به ... أصبحت على مقربه من الوردة .. ألوانها رائعة تبهر النظر ...
لــــكــــن !!!!!!
مظهرها الخارجي جميل أما الداخلي فقد بدأ عليها الذبول فأصبحت تتمايل بشده بسبب الرياح ... يا إلهي أورقها تتساقط بفعل زخات المطر ...
بحركة مفاجئة وسريعة أخذت الفتاة المظلة ... أنها تريد حماية الوردة ... بلحظات بدأت بالحفر ؟؟
قلت :: ماذا تفعلين سوف تموتين الوردة ؟؟ لم تنطق بآي كلمة بل استمرت بالحفر .. اتجهت إليها لأمنعها ..
فإذا بها تتكلم وتحدثني ...
بقائها هنا وحيدة هو سبب ذبولها .. كانت سعيدة وجميلة وسط تلك الورود .. هم من يحمونها من الرياح وزخات المطر كانت تزداد جمالا وروعة من الألوان والرائحة الفواحة .. إلى أن أتى ذلك اليوم !! ونزعها المزارع من المجموعة لجمالها وروعتها البهية ..
قلت :: إذا كنتِ تريدين إرجاعها فعلمي أنك سوف تقضي عليها .. ولن تعود مثلما كانت ... نظرت إلي بابتسامه حزينة .. وعينان أكثر حزنا ..
أعلم ما أنا بفاعله .. أريد أن تقضي بقيه أيامها مع المجموعة لتعيش بسعادة وإن كانت لن تسر الأنظار .. سوف ينظر إليها الجميع بالنفور .. والتمني بنزعها من الورود .. لكن الآن يحق لها العيش مع من أحبت .. لما تحرم وتجبر على العيش وحيدة .. لما قتلوها .. ما ذنبها ..
أدهشتني أسئلة الفتاة .. وحديثها .. أصبحت عاجزة بالرد عليها .. اكتفيت بالقول ,, بأنها مجرد وردة .. لكي أخفف عن الفتاة حزنها ..
الفتاة :ليست وردة إنها إنسان .. الم تلاحظي ؟؟
أخذتني الحيرة والدهشة كأنني في دوامة !! لا أعلم ماذا تنوي أن تخبرني به.. ما أن تركت تلك الحيرة.. ألتفت يميناَ ويساراَ باحثة عن الفتاة.. لم أجدها أين ذهبت ؟؟ أزداد الضباب كثافة .. وأنا أنادي بأعلى صوتي..
أيتها الفتاة أين أنتِ ؟؟ أنها وردة نعم مجرد وردة وليست إنسان... ليست إنسان....