موضوع: مهارة الزوجة في التوازن بين العمل والبيت الإثنين يوليو 06, 2009 9:01 pm
تحاول النساء العاملات الشابات اليوم، كما هو شأنهن منذ عقود، أن يجدن نوعاً من التوازن بين تدبير شؤون الأسرة ومتابعة العمل. بيد أنه تتوفر للنساء اليوم عدد أكبر من الخيارات مقارنة مع ما توفّر لأمهاتهن في الماضي حيث يجمع الكثيرات منهن الآن بين الحياة المهنية والزواج والأطفال. الأمر الأهم أن الكثيرات منهن يدركن أن الخيار بين العمل والأسرة لا يقوم بالضرورة على الخيار بين نقيضين. ويظل تحقيق التوازن بين متطلبات تربية الأطفال والحياة المهنية، كما كان على الدوام، أمراً دقيقاً وعصياً على التحقيق. وتشعر القليل من النساء اليوم بأنهن بحاجة للتضحية بحياتهن المهنية من أجل الأسرة، فقد أدرك أرباب العمل بأنهم بحاجة لتوفير بيئات عمل مرنة للاستجابة لاحتياجات الأمهات العاملات. كما أن الأزواج الشباب هم أكثر واقعية من حيث رؤيتهم وتعاملهم مع شأن الزواج والأبوة. فضلاً عن ذلك أصبحت الأعمال الحرة ذات مردود جيد وعملي بالنسبة للنساء اللاتي يردن السيطرة والتحكّم في جدول أعمالهن اليومي.
ينشأ التوازن من متطلبات النفس الروحية ، الاجتماعية و عمل الإنسان عبر إحسان إدارة الذات، بالاستفادة المثلى من الوقت، وذلك بوضع أوقات مخصصة للعمل وأوقات أخرى للجلوس مع الأسرة ووقت آخر لزيارة الأهل والترفيه . يقول صلى الله عليه و سلم: ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته)،فهذا الحديث الشريف يشير إلى ضرورة التوازن في كل نواحي الحياة ،في العمل و المنزل و العائلة الأكبر و الأصدقاء،لأن الله عز و جل جعلنا خلفاء له في الأرض إذا علينا أن نكون على قدر المسؤولية المنوطة بنا أينما كنا، و بالتالي نسعى بكل ما أوتينا لنحقق قوله صلى الله عليه وسلمأعط كل ذي حق حقه).
إن قضية التوازن بين البيت والعمل قضية حيوية وموجودة في قطاعات كبيرة من الأزواج والزوجات لذا يجب وضع برمجة عادلة لأوقاتنا فلا يطغى جانبٌ على جانب بل يخدم كلاً الآخر في سبيل تحقيق مكاسب مستقبلية للأسرة، لكي لا يعمل الذي نسعى من أجله وهو سعادة النفس والأسرة لهدم أو تقويض أسس الأسرة من ناحية أخرى .
ومن أهم التغيّرات التي طرأت على العلاقة الجدلية بين الأسرة والمهنة هي أن النساء أصبحن أكثر إبداعاً في تخطيط نمط حياة مُرضٍ لهن، إذ أن الحلول تتراوح من الاعتماد على الأقارب في رعاية الأطفال إلى جدولة ساعات العمل بالتنسيق مع الزوج. أكثر الحلول شيوعاً هو أن تتراجع المرأة عن حياتها المهنية بصورة مؤقتة، وقد يعني ذلك إما إجازة طويلة الأمد أو العدول عن القيام بمهمات تتطلب الغياب الطويل عن المنزل.
ويتّفق الخبراء على أن التوازن بين الأسرة والعمل يتحقق اليوم بدرجة أكبر مما كان عليه الأمر في السابق الأمر الذي جعل كثير من النساء اليوم لهن الخيار , وأصبحن يشعرن بالارتياح إزاء ما يتخذنه من قرارات بدلاً من الشعور بالحرج بشأن الطريق الذي اخترنه.