موضوع: اعماق المراد الأربعاء يوليو 15, 2009 6:09 pm
بعد ان أستأجر قاربا،جلس معها في مقدمته..وجلس صاحب القارب في المؤخرة،ليهدر صوت محركه معلنا انطلاقته..بدأ الشاب ينظر الى الماء وهو يبصق بقشور (الكرزات)ففاجأته رفيقته بالسؤال: - لم تختار هذا المكان دائما؟! - لأنني احبه..فهنا عمق كل شئ؛عمق الحب وعمق النهر وعمق الابتعاد عن الناس..
- وهل العمق هو كل مايسحبك الى هذه الدوامة؟ - بل فن الطبيعة وازلية الحياةوالفضاء الواسع.. - وهل تأتي من اجل هذه التجريدات؛عمق،فن،أزلية،فضاء؟!..انها كلمات نستطيع قراءتها في كتبك التي تعيرني احدها بين حين وحين..ارجوك حدثني عن مشاعرك وعن ما في داخلك.. . - في داخلي ارجو حلما،ارجو املا،ارجو ضياء.. - وكيف ترجو ضياءا،وانا أرى بكلماتك الغامضة كل هذا الظلام؟!.. - اين هو الظلام؟..انظري في عيني..المسي يدي..احسي نبضي
حسنا ..نظرت،ولمست،واحسست..فماذا يعني؟! - هل الكلام يغني عما يتألق فيهم؟ - ولكني احب ان اسمع ما في نفسك.. - الم تسمعي انفاسي؟..لقد اعطيتك كل الحواس ولم يبق الا الشم والذوق.. - دعك من هذه الهلوسات ولنسمع مرادك.. - مرادي هو مرادك.. - سأقول لك((لا)) - الله! الله!..في تلك ال((لا))!!..ورحم الله من يقول:
اني لأحسد،لا،في اسطر الصحف
اذا رأيت اعتناق اللام بالألف
وما اظنهما ط------ال اجتماعهما
الا لما لقيا من شدة الشغف
- اذن انت لا تعترف ب(لا)ئي..سأتركك الى الأبد بلا موعد ولا اقبل منك حتى النظرات العابرة - ان فعلت هذا فسأتذكر (ابا فراس).. - وما علاقته بنا؟!..ظننتك تقول سأتذكرك..ولكنك عدت الى هذيانك.. - لاتسيئي الظن بي،انما قصدت ذكر بيتيه:
واذا يئست من الدنو
رغبت في فرط البعاد
ارجو الشهادة في هوا
ك لأن روحي في جهاد
صمت المحرك،مع عودة القارب الى ضفافه،فساعدها في النزول من القارب،سائلا اياها: - متى سنلتقي؟.. فردت الجواب وهى صاعدة السلم الحجري ،بعد ان رمت كيس الكرزات الفارغ،قائلة: - حتى تحصل على اجازة من جهادك..