موضوع: محافظات المملكة الأردنية الهاشمية (أقليم الجنوب ) الخميس يوليو 16, 2009 6:19 am
محافظات الجنوب
محافظة الكرك
يعود تاريخ هذه المدينة إلى العصر الحديدي نحو سنة 200ر1 قبل الميلاد وتعاقب عليها المؤابيون والأشوريون والأنباط واليونان والرومان والبيزونطيون . وكان للمدينة تاريخاً حافلاً مع صلاح الدين الأيوبي الذي حارب الملك أرناط وكانت أهمية الكرك في ذلك الحين أنها كانت تحمي القدس لما لموقعها الاستراتيجي من دور في الحيلولة دون اللقاء بين عرب الشام وعرب مصر ولكونها محطة مراقبة على طريق الحجاج. وكان ملكها أرناط محارباً شرساً مغامراً ووجه صلاح الدين ثلاث حملات للكرك حتى تمكن في عام 1188 من احتلال القلعة الحصينة وكان أرناط متحصناً فيها يخشى الخروج منها لكنه لقي حتفه في معركة حطين ووقع أسيراً فضربه صلاح الدين بسيفه ولقي حتفه. وازدهر الكرك في عهد الدولة الأيوبية أيما ازدهار فتجددت أبواب القلعة وترممت أسوارها وأعيد بناء قراها واهتم بزراعة الأشجار والينابيع . بقيت الكرك تنعم بالإزدهار والطمأنينية على الرغم من الخلافات التي اشتدت بين السلاطين الأيوبيين وتعرضت المنطقة لغزو المغود واحتل الظاهر بيبرس الكرك فاعتنى بها وحفر خنادق جديدة حول المدينة وقلعتها وعاشت الكرك مجدداً حياة هادئة إلى أن احتلها العثمانيون في عام 1516 ونظراً لبعدها عن السلطة المركزية العثمانية تخاصمت قبائلها فيما بينها على التحكم والسيطرة . وعاشت الكرك إبان الحكم التركي فترة من التحكم البغيض . ولعل أفضل ما كتب في الكرك جاء على لسان ابن بطوطة (محمد بن عبد الله 1303 1377) في كتابه تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الاسفار: "ثم يرحلون الى حصن الكرك. وهو أعجب الحصون وامنعها واشهرها. ويسمى بحصن الغراب. والوادي يطيف به من جميع جهاته وله باب واحد قد نحت المدخل إليه في الحجر الصلد. ومدخل دهليزه كذلك. وبهذا الحصن يتحصن الملوك، واليه يلجأون في النوائب وله لجأ الملك الناصر. لآنه ولي الملك وهو صغير السن. فاستولى على التدبير مملوكه سلار النائب عنه. فأظهر الملك الناصر أنه يريد الحج. ووافقه الأمراء على ذلك. فتوجه إلى الحج. فلما وصل ألى عقبة أيلة، لجأ إلى الحصن وأقام فيه أواماً ألى أن قصده أمراء الشام. واجتمعت عليه المماليك وكان قد ولي الملك في تلك المدة بيبرس الششنكير وهو أمير الطعام وتسمى بالملك المظفر. وهو الذي بنى الخانقاه البيبرسية بمقربة من خانقاه سعيد السعداء التي بناها صلاح الدين بين أيوب. فقصده الملك الناصر بالعساكر. ففر بيبرس إلى الصحراء. فتبعه العساكر فقبض عليه، فأتى به إلى الملك الناصر فأمر بقتله، فقتل. وقبض على سلار وحبس في جب حتى مات جوعاً. ويقال أنه أكل جيفة من الجوع. نعوذ بالله من ذلك. وأقام الركب في خارج الكرك أربعة أيام، بموضع يقال له الثنية. وتجهزوا لدخول البرية ثم ارتجلنا إلى معان، وهو آخر الشام ونزلنا من عقبة الصوان الى الصحراء التي يقال فيها: داخلها مفقود وخارجها مولود. وبعد مسير يومين نزلنا ذات حج وهي حسبان لا عمارة فيها ثم وادي بلدح ولا ماء فيه"
محافظة الطفيلة
هي إحدى محافظات المملكة الأردنية الهاشمية ( الأردن ) توجد فيها أحد أهم وأروع محميات الشرق الأوسط وهي محمية ضانا . تقع المحافظة في الجهة الجنوبية من المملكة الأردنية الهاشمية، وتبعد عن العاصمة عمان حوالي 180 كيلومتر.
تعد الطفيلة من أقدم المناطق الأهولة بالسكان ، حيث تعاقبت عليها الامم المختلفة : ابتداء بالادوميين حيث كانت بصيرا عاصمة مملكتهم ، ثم خضعت المنطقة لحكم الانبا إلى ان جاء الرومان ثم انضمت المنطقة للحكم الاسلامي بعد معركة مؤت و اليرموك.
يوجد في محافظة الطفيلة العديد من الاماكن التاريخية و الاثرية والدينية: قلعة بصيرا: و تعود إلى العهد الادومي . قلعة الطفيلة : وتعود إلى العهد العثماني . مقام الصحابي الجليل الحارث بن عمير الازدي. مقام فروة الجذامي. حمامات عفرا المعدنية. محمية ضانا الطبيعية.
محافظة معان
تبعد حوالي 216 كيلومتراً جنوب عمان وعلى الرغم من كونها اشتهرت تاريخياً إلا أنه لم يعثر فيها على أية بقايا أثرية. فقد عمر معان بني أمية وبنوا فيها لإبن السبيل مرفق وهي مدينة قوم شعيب وخدمت كموقف للحجاج تقام بها سوق في غدوهم ورواحهم. وجعلها الهاشميون موئلاً لقدمهم فقد نزل الأمير عبد الله فيها يوم 11 تشرين الثاني عام 1920 حيث استقبله أشرافها وشيوخها مرحبين مهللين وكان وصوله بعد أربعة أشهر من اعتداء الإفرنسيين على استقلال سوريا . وباتت معان ملتقى الأحرار من الأمة لكن تجمع الوطنيون والأحرار السوريين والعراقيين في عمان ونظراً لوقوعها في منتصف المنطقة من جهة ولارتباطها بخط سكة الحديد من جهة أخرى جعلت الأميؤ ينتقل إليها.
محافظة العقبة
تقع في جنوب الأردن وتبعد مسافة 330 كيلومتراً عن عمان وسميت بهذا الإسم لوعورة الطريق المؤدي إليها. ويعود تاريخ العقبة للقرن الثالث قبل الميلاد إذ كانت مدينة نبطية ومخرجها على البحر إذ كانت القوافل التجارية النبطية القادمة من مصر وفلسطين تتوقف فيها قبل التوجه إلى البتراء ومنها إلى أسواق الشام والعراق. في العصر البيزنطي كان لهذه المدينة أسقفها ونعمت بالهدوء والرخاء واحتلها العرب وبات لها أهمية خاصة لوقوعها على الطريق المؤدي إلى المقدسات في الأراضي الحجازية. ثم احتلها الصليبيون وبقيت تحت حكمهم حتى حررها الأيوبيون ووقعت العقبة تحت الاحتلال العثماني (1516-1917) الذين أهملوها وقد قال الرحالة ياقوت قائلاً: "مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام. وقيل هي آخر الحجاز وأول الشام. قال أبو زيد أنها مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير". وكتب القزويني:"إنها مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام. والآن يجتمع فيها حجيج الشام ومصر من جاء بطريق البحر".