حوار مع القمر

في ليلة .. استدار فيها القَمر ..
وأنارَ المكان .. بشعاعٍ يحمل الأمل ..
أقبلْت متلهِّفاً وبروحي تساؤلات تملؤها الخوْف ..
ويسكن في خاطري علامات القلقْ ..
أقبلْت .. وقلبي يترقَّب ..
يهرُب من الدنيا .. ويطيل مع شعاع النور السَّهر ..
سَكَنَ في أعماقي ما يشبه الوَجل ..
وأصبحتُ أهرب من كل العيوون ..
أخافُ من الحب ..
وأرتجف من حكم القدَر ..
لطالما خاطبتني عيون النِّساء ..
ولطالما عرفت أنها تنتظر من قلبي الاشارة ..
لأبوح بما في صدري من عشق ..
أيها القمر ..
أتَرَى انَّ في خوفي اعتذار ؟؟
ايعجبك ارتباكي .. كلما طاردتني عيون النساء ..
ام اني أحسنت الاختيارْ ..
بالهروب من حرائق العشق .. ولذَّات الغرام !!
أخبرني يا سيَّد السماء ..
يا من تحيط بك كل نجوم الكون ..
وتبعث لك أنوار الوفاء ..
هل حالي مثل حالك ؟؟
هل أبقى مثلك انير الظلام .. بشعاع النجوم ..
أم أن هناك شمس .. ستشعل ما بداخلي من أحاسيس ..
وتلون سمائي بلونها الوردي العَطِر ..
وتخطفني من عالم الخفاءْ
أراك تبتسم ..
أعلم أنَّك تعلم أنَّ لدي حكاية .. أريد أن أرويها ..
أتراني أصبت بالجنون ..
أم أني الآن .. بدأت أدخل عالم الفتون !!
دعني .. أخبرك عنها ..
ولك الحُكم .. إما ان تكون سيدة عمري ..
أو أن أبقى .. حبيس اللون الفضِّي ..
لون حياتي منذ القدم ..
اسمعني .. يا أميرالنُّجوم ..
فبريق عيونها .. لا يمكن ان أتجاهله .. كما كنت افعل مع باقي النساء ..
هي نظرة .. دخلت بين اوراقي ..
فبعثرت حروفي .. وتشابكت بوجودها السطور ..
بالله عليك .. أهكذا يكون بريق العيون ..
أهكذا يبعثر كياني سقوط عيونها على ما اكتب !!
نظرتها .. مختلفة .. يملؤها الدفء ..
وتبعث في جسدي راحة لم اعهدها منذ قرون ..
لم أعهدها في نَظَرات كل العاشقات ..
توقفتُ عندما اصابتني تلك العيون ..
حاولت الهروب .. كالعادة ..
إلا ان هذه الأنثى .. أمام رقتها .. أمام حُكمها .. امام رومنسيتها .. كفَّت كل جوارحي عن الإفادة ..
وبخطوات .. وبجرأة .. وبشيء بداخلي يحكمني .. يحرِّكني ..
يقودني ..
وجدت نفسي أخاطبها ..
سيدتي .. هل لي أن اكون فارس احلامك ..
هل لي ان اتملك قلبك ..
أعذريني .. لجرأتي ..
ولكن حكم عيناك ..
ألهب المكان ..
ولم أقاوم انجراف التيار ... ووجدتني هنا بين يداك ..
ابتسمت .. واحمرَّت وتلونَّت بألوان الزهر ..
وهمست .. فصوتها أيها القمر ..
كله همس .. قالت .. أتراك أنت من بين البشر ..
من أراده قلبي ..؟؟ أتراك انت من يطيل السهر .. ويخاطب القمر !!
قلت نعم سيدتي .. أنا من أتعبته سنين القهر ..
أنا من عذبه ألم الفراق .. وانغرست في خاصرتي سهام الغدر ..
أنا من هربت من عيناك سنيناً .. وجئتك اليوم شوقاً وحنيناً ..
أمسكت بيدي .. وطبعت قبلة .. على كفي .. وقالت ..
اليوم .. راقب القمر ..
وستجدني هناك .. أسكن بين أحضانه ..
واسأله .. ان كان لك من عشقي مفر ..
أخبرني .. يا قمر ..
دلني .. هل انا مفتون تلك العيون ..
ام ان الجنون .. هو من سيطر على أوردتي وشرايني ..
فأصبحت كأني مسجون .. بين قضبان أناملها ..
تحركني .. كما تشاء .. وأتنفس الحياة .. من بين شفاهها ..
أعلم .. أني أطلت معك السهر ..
واعذرني .. فما عدت أملك نفسي ..
منذ أن سقَطَت .. آخر أسواري .. في فتنة عيناها ..