يسمونني عروس فلسطين اسمي آيات محمد الأخرس ولدت عام 1985 في مخيم الدهيشة في بيت لحم بالضفة الغربية لي سبعة أخوات وثلاثة إخوان , كنت متفوقة جدا وطوال مشواري الدراسي أحصل على أعلى التقديرات
لخصت مأساة فلسطين برسالتي إليكم في ثلاث نقاط إلى الحكام العرب كفاكم تخاذلا وإلى شعوب العرب كيف تنظرون إلى بنات فلسطين يدافعن عن الأقصى وأنتم صامتون وإلى اسرائيل ستتذوقون المرارة في حياتنا وبأجسادنا المتفجرة
بعد استشهادي عبر والدي عن فخره برؤية فتيات فلسطين نقدم أرواحنا فداء قضيتنا الأولى , أما أبناء وطني الصغير في المخيم فقد خرجوا فرحين فخورين بما حصل وأظهروا فرحتهم بتجمع كبير وأنا أعلم أنه عرس استشهادي
تحكي زميلاتي في الصف الثاني الثانوي أنني كنت مجتهدة ولم أتغيب عن واجباتي الدراسية وفي آخر يوم دراسي وهو يوم التقوية الدراسية في الجمعة الماضية قمت بحضن أقرب زميلاتي ولم يكن بمقدوري الذهاب إلى الجنة دون توديعها وقد أخفيت وصيتي التي كنت أكتبها وأخبرتهن بأنهن سيعرفن ماكتبته لاحقا , أوصيت زميلتي هيفاء بالمحافظة على التعليم لأهميته في حياتنا وليس لدينا غيره لمواجهة الظروف والأخطار في طريق التحصيل العلمي
كنت بعد أيام قليلة على أعتاب زفافي حيث انتظر قريني هذا اليوم عاما ونصف وكنت أتجهز لفرحتي ولكنني فضلت الفرحة الكبرى لقلوب أمهات الشهداء والجرحى والأسرى بزلزلة أركان الكيان المحتل
بعد تلك العملية أقاموا لي بيت عزاء فانطلقت الزغاريد من والدتي وقالت تصفني استيقظت آيات مبكرة وصلت الفجر وقرأت القرآن وخرجت إلى المدرسة وطلبت الدعاء لي في أهم أيام حياتي وفعلا دعوت لها بالتوفيق وضمتني وفي عينيها بريق الأمل بالنجاح في يومها وخرجت وهي وشقيقتها سماح إلى المدرسة
تكمل والدتي عندما عادت سماح وحدها مبكرة انقبض قلبي وتساءلت هل يمكن لآيات أن تكون قد نفذت حلمها والتحقت بركب الشهداء ولم أفق من لحظات التفكير إلا على وسائل الإعلام تعلن عن عملية استشهادية في نتانيا وأن المنفذة هي ابنتي التي باعت عرسها وخطيبها ودراستها من أجل الشهادة في سبيل الله
لقد أقسمت على الانتقام لجاري الشهيدين عيسى فرح وسائد عيد الذين اغتالتهما صواريخ إسرائيل في قصف لسيارتهما , وكان الذي شجعني في الدرجة الأولى على العملية هو نبأ قيام الشهيدة وفاء إدريس بتنفيذ عمليتها
إن أشد مايؤلمني فيما تركته خلفي هو أختي سماح حيث فور سماعها نبأ استشهادي أغمي عليها وسقطت فاقدة للوعي , فقد كانت آخر شخص احتضنته من أهلي قبل فراقي الدنيا وقد ابتسمت في وجهها وأعطيتها حبات من الشوكولاتة وطلبت منها أن تدعو لي بالتوفيق فهذا أجمل أيام حياتي ورحلت
أما زوجي المنتظر شادي أبو لبن فقد كنا نعيش سويا أحلى الأحلام بالتحضير لزواجنا القريب بعد انتهائي من امتحانات الثانوية العامة , وكنا قد اتفقنا على تسمية ابننا البكر عدي ونربيه تربية صالحة ليخرج بطلا يتجه لتحرير الأقصى , وقد بكى كثيرا لفراقي وتأمل أن نلتقي في الجنة كما كتبت له في وصيتي فقد أحببنا بعضنا جدا حتى إن الفراق بيننا كان شيئا مستحيلا