الشهيد أبو جندل
أحد قادة معركة مخيم جنين الصمود
انا يوسف أحمد محمد ريحان قبها المعروف (ابو جندل) ، ولدت في قرية يعبد
القسام بتاريخ 12\5\1965م لعائلة فلسطينية قروية متدينة ، حيث
تربيت فيها على حب وطني والوفاء لديني وشعبي ، تلقيت تعليمي الأساسي و
الإعدادي في مدارس قريتي يعبد لغاية المرحلة الثانوية ، حيث لم أكمل تعليمي
الثانوي .
بعدها سافرت للأردن حيث ألتحقت هناك بالثورة الفلسطينية ولم أكن قد
تجاوزت السادسة عشر من عمري، وفي الأردن أكملت تعليمي في معهد
البولتكنك الصناعي قسم الكهرباء والحقت ايضاً بعدد من الدورات العسكرية في
جيش التحرير الفلسطيني ، وبعد (
شهور من التعليم والتدريب المتواصل في
الأردن ذهبت الى سوريا حيث التحقت هناك بدورة المدفعية التابعة لجيش
التحرير الفلسطيني هناك ، انتقلت بعدها الى لبنان حاملا لرتبة ( رقيب أول )
لأنضم هناك للواء ( ياسين سعادة ) من قادة كتائب جيش التحرير الفلسطيني
في لبنان .
في فترة مكوثي في لبنان استطاعت المشاركة في كثير من عمليات المقاومة ضد
الأهداف الصهيونية المتواجدة بين الحدود اللبنانية والأراضي الفلسطينية المحتلة
وقمت بقيادة وتخطيط العديد منها، ومع زيادة حدّة عمليات المقاومة الفلسطينية
المنطلقة من الأراضي اللبنانية ضد المواقع العسكرية الصهيونية ، قام جيش
الاحتلال الصهيوني عام (1982)م بقيادة رئيس أركان الجيش السفاح
(شارون ) بعملية اجتياح واسعة للأراضي اللبنانية و محاصرة العاصمة بيروت التي
دارت حولها معارك عنيفة بين الجيش الصهيوني وقوات جيش التحرير
الفلسطيني بقيادتي حرب الشوارع وحينها لم اكن اتجاوز من العمر(17) عام .
أصبت خلال حصار بيروت بعدة إصابات في منطقة الفم والصدر حيث استقرت
إحدى الرصاصات على بعد نصف (سم) من القلب ،كما و أصبت في يدي
اليمنى نقلت على إثر هذه الإصابات لمستشفى ( بار إلياس ) في منطقة زحله
حيث حاول جيش الاحتلال اغتيالي هناك في المستشفى لولا تدخل أحد الأطباء
الذي قام بنقلي مباشرة إلى أحد المستشفيات التابعة لقوات التحرير الفلسطينية .
وبعد (40) يوما من الحصار تم الاتفاق على خروج قوات منظمة التحرير
الفلسطينية من لبنان ، والانتشار في عدد من البلاد العربية ، نقلت على إثرها
للمغرب حيث تلقيت هناك عدد من الدورات العسكرية في قوات الصاعقة منها
دورة الضفادع البشرية وبعد أن أتممت هذه الدورات بنجاح ، نقلت إلى العراق
حيث جندت هناك في معسكر العزيزية ( قوات الأقصى) وتم ترقيتي لرتبة
(مساعد أول ) .
بقيت في العراق حتى توقيع اتفاقية " أوسلو " بين العدو الصهيوني ومنظمة
التحرير الفلسطينية ، حيث كنت أحد العائدين بموجب الاتفاقية ، أستقررت
وعينت بعدها مدربا لقوات الشرطة والأمن الفلسطيني في أريحا ، وبعد (
شهور من عمله في أريحا أنتقلت للعمل في منطقة بيت لحم حيث بقيت فيها مدة
سنتين ونصف .
اثناء اقامتي ببيت لحم :
وفي بيت لحم وبالتحديد عام 1996م هذا العام الذي شهد أحداث انتفاضة
النفق ( نسبة إلى نفق "الحشبونائيم" الذي قام بحفره اليهود تحت الحرم القدسي
الشريف ) وقعت مواجهات عنيفة في محيط قبة راحيل الواقعة بالقرب من مدينة
بيت لحم من جهة القدس ، قامت على أثرها مشادات كلامية بين جنود
الاحتلال وأفراد الأمن الفلسطيني المتواجدين على مدخل بيت لحم ، تشاجرت
مع ضابط صهيوني برتبة ( ميجر جنرال ) وقمت بعدها بإطلاق النار على
الجنود الصهاينة مما أدى لمقتل جندي ثم فررت بعدها من المكان حيث قام جيش
الاحتلال بمطالبة السلطة الفلسطينية بعد هذا الحادث بتسلمي لهم ، وبعد تنسيق
ومباحثات تم الاتفاق على نقلي لمدينة جنين وتعليق ترقيتي العسكرية .
نقلي لمدينة جنين
في جنين عملت على تأسيس وحده عسكرية من أفراد الأمن أطلق عليها اسم
الوحدة (التنفيذية ) كما وأشرفت على عملية التدريب لكثير من الدورات
العسكرية والأمنية في المدينة مما أكسبني شعبية كبيرة بين أفراد الأجهزة المختلفة
لتواضعي وحسن خلقي في التعامل كما كانوا يصفونني.
لقد تعودت دوما على قول كلمة (لا) لكل ما يخالف وطنيتتي وشرف الجندية
التي تربيت عليها فقمت وللمرة الثانية بإطلاق النار على الجنود الصهاينة
المتواجدين في منطقة أحراش السويطات الواقعة شرق مدينة جنين مما أدى لإصابة
أحدهم وذلك عندما تشاجرت معهم حين طالبوني بمنع المتظاهرين المعتصمين في
تلك المنطقة من رشق الحجارة وقد وقع الحادث عندما هم أحد الجنود بإطلاق
النار علي فأصيب مرافقي ( ضرغام عزات زكارنة ) بدل عني ، وعلى الفور
قمت بتوجيه سلاحي نحو قائد الوحدة و أصبته برأسه وتركت المكان على الفور
لأصبح بعد هذا الحادث المطلوب رقم واحد من أفراد الأمن الفلسطيني للكيان
الصهيوني .
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى عام (2001) م كان لي دور كبير في المقاومة
الوطنية والإسلامية ضد أهداف العدو الصهيوني ، فقد أشرفت وخططت لبعض
العمليات العسكرية ، كما وقمت حينها بتشكيل وحدتين من أفراد الأمن
لضرب الأهداف الصهيونية ، الوحدة الأولى تكونت من (56) عنصراً
والوحدة الثانية ضمت (36) عنصرا آخر ، كان من بين هذه العمليات ،
إطلاق النار على المستوطنات المحيطة بمدينة جنين و إرسال بعض الأفراد لتنفيذ
عمليات من ضمنها عملية حاجز ترقوميا العسكري والتي نفذها مرافقي وهو
الشهيد ضرغام عزات زكارنة من بلدة دير غزالة الواقعة قضاء مدينة جنين .
معركة مخيم جنين:
ذهبت إلى البيت قبل المعركة بشهرين بالتحديد 28\3\2002م حيث
بدلت ثيابي واطمأننت على صحة أبنائي الثمانية ( محمد 13عاما وإسلام 12
عاما ونور الدين 11عاما وصهيب 9أعوام ووطن 6أعوام وقسام 4أعوام
وأنصار الله 3أعوام ولواء الله 11شهرا )، وبعدها وصيت زوجتي بالأطفال
وقلت لها ادعوا الله لي الشهادة ثم خرجت ولم أعد للبيت بعدها ابداً .
عقدنا العزم على الصمود والرباط في ساحة المعركة حتى آخر رجل منا في
ساحة المخيم واقسمنا مجتمعين قسم الشهادة والرباط فإما النصر وأما الشهادة ثم
هتفنا ( نحن جيش محمد ، نحن جيش القعقاع ) إيذانا ببدء المعركة .
كنت على اتصال دائم بزوجتي واولادي أثناء المعركة حيث كنت أقول دائما
لن يتمكن اليهود من دخول مخيم جنين ما دام فينا نفس ، وفي آخر اتصال مع
زوجتي قلت لها قولي لأولادي أني سأكون شهيدا وسمي الولد الجديد _ حيث
زوجتي كانت حاملا به _ جيش الرحمن ثم أخبرتها أني مصاب بقدمي ولكني
سأقاوم حتى الشهادة .
وفي يوم الأحد 13\4\2002م فجرا نفذت الذخيرة التي بحوزتي، حيث
قام جنود الاحتلال باعتقالي و إعدامي بالرصاص بعد أن تعرف علي أحد
العملاء ممن باعوا أرضهم وعرضهم .
وهكذا صدقت مع ربي ووطني ، فصدقني الله وعده ، ومضيت على درب رفاقي
الشهداء جمال ضيف الله و طارق درويش وأشرف أبو الهيجا ومحمود طوالبه
وغيرهم من أبطال معركة مخيم جنين القسام .
الجانب الاسرائيلي يتحدث عن ابو جندل بصحفه
في صحيفة ( يدعوت احرنوت ) الصهيونية (أن الشهيد أبو جندل كان مسؤولا
عن قتل 56 صهيونيا وجرح العديد منهم وتدمير أكثر من 10دبابات وحرق
جرافة عسكرية وإصابة طائرة مروحية بأضرار) ويضيف الناطق العسكري
الصهيوني ( أن أبو جندل استعمل سلاح (أر.بي.جي) مما أدى لإصابة العديد
من الدبابات وناقلات الجنود ) .