موضوع: شخصيات تتحدث ... الاستشـهاديـة عنـدليب طقـاطقـة الأربعاء يونيو 24, 2009 6:06 am
اسمحولي الان اضيف هذه الشخصية الفدائية الاستشـهاديـة عنـدليب طقـاطقـة
انا عندليب طقاطقة من بلده بيت فجار عمري 18 عام نسكن انا وأمي واخوتي واخواتي الثمانية ، عشت حياه بسيطة بين اهلي واخوتي التحقت بمدرسة بيت فجار وبسبب حال الفقر الذي كنا نعيش فيه تركت المدرسة من الصف السابع الابتدائي واشتغلت في سن مبكرة في مشغل خياطة ويقع على مشارف مدينة بيت لحم بسبب الفقر الذي نحياه ومحاولة مني لتحسين وضع عائلتي
اخوتي صغار واخي الكبير القادر على العمل مصاب بمرض غضروفي في الظهر يحول دون تمكنه من العمل، فضلا عن أن اقرب اخواتي الى قلبي مريضة بمرض القلب.
كنت عندليب أخرج بشكل اعتيادي من بيتي الكائن في قرية «بيت فجار» الى مكان عملي في السابعة والنصف صباحا وأعود في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، لم يحدث ان تجاوزت هذه الرتابة مطلقا.
انا فتاه فلسطينية واحب وطني وشعبي ، حقدت على الاحتلال وخاصة بعد اجتياحهم مخيم جنين وارتكابهم المجازر بأهلها ومجاهديها ،لم يرضني ما حدث فقررت الانتقام لهم ولأطفالهم ولأمهاتهم ومجاهديهم الذين هم اهلنا وشعبنا ، لم يعلم احد حتى أمي بهذا العهد الذي قطعته على نفسي بالانتقام أصبحت اخطط بسرية تامة للقيام بعملية استشهادية في وقت قريب بعد ان كتبت وصيتي وعزمت على الامر .
في يوم الجمعة12/4/2002 في الوقت المعتاد، وبعد ان خرجت من الباب عادت وقد علت على وجهي ابتسامة عريضة مليئة بالفرح، وقلت لأمي هذا المساء سيأتي اناس لكي يطلبوا يدي منك، فأرجو ان تحتفي بهم بما يليق بمنزلتي عندك. ابتسمت امي ولم تأخذ كلامي مأخذ الجد، اكتفت بأن حثتني على التحرك بسرعه حتى لا أتأخر على زميلتي التي تنتظرني على الباب.
ذهبت الى عملي كالمعتاد ولم يحس علي أحد اخذت اجازة وجهزت نفسي ووضعت حزامي الناسف وكان وزني حينها لا يتجاوز الخمسة واربعون كيلو غرام ،وانطلقت نحو مدينة بيت لحم ومنها الى مدينة القدس
بكل هدوء وروية دخلت القدس الشرقية اليهودية حاولت الدخول الى سوق«محني يهودا» اكبر سوق شعبي لليهود في القدس الغربية لكني لم استطع . وقفت على مدخل السوق بين مجموعة من الضباط الاسرائيليين وكان بينهم رئيس بلدية الاحتلال يهود اولمرت ونطقت بالشهادتين مع توكلي الكامل على الله وفجرت نفسي بينهم
اصيب في هذه العملية اكثر من خمسة وتسعين اسرائيليا، وكدت ان اقتل رئيس بلدية الاحتلال في القدس الليكودي المتطرف ايهود اولمرت. ولكنه نجا من الانفجار وقتلت ستة اسرائيليين
تبنت العملية كتائب شهداء الاقصى ولكني لم اكن تابعة لأي حركة ولم يكن لدي اي انتماء سياسي لكن من نظم العملية هم كتائب شهداء الاقصى .
وصل خبر استشهادي لأمي واخوتي الذين صعقوا بالخبر ولم يتوقعوا ان خامس استشهادية تكون عندليب اختهم التي قتلت ست اسرائيليين واصابت العشرات . فحزنوا لفراقي حزناً شديداً وخاصة بعد سماعهم وصيتي قبل استشهادي
إن هذه الحياة .. حياة فانية لا طعم لها ولا قيمة وخير ما يبحث عنه الإنسان هو الحياة الكريمة في الجنة