أنا محمود أحمد محمد طوالبة ولدت في أحضان مخيم جنين للاجئين بتاريخ 19/3/1979 في وسط عائلة فلسطينية متدينة، وتلقيت تعليمي الأساسي والإعدادي في مدرسة وكالة الغوث قبل أن أتفرغ للعمل في مجال البناء، في أحد المحلات التجارية بمدينة جنين.
وفي صغري اعتدت ارتياد المساجد والصلاة فيها وعرفت بين الناس بتديني وورعي، وتزوجت ورزقت ببنت أسمها دعاء (3 سنوات)، وولد أسمه عبد الله (3 شهور)، وبقيت حياتي هذا هادئة حتى بداية أحداث انتفاضة الأقصى المبارك في العام 2000.
انتفاضة الأقصى
ومع انطلاقة انتفاضة الأقصى نهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2000 فالتحقت بصفوف حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس بعد أن تعرفت على الشهيد محمد بشارات أحد أبرز قادة السرايا وعملت معه وقاتل إلى جانبي، وشاركت في كثير من عمليات إطلاق النار على الطرق الالتفافية التي كانت تمر منها قوافل المستوطنين والجيش الإسرائيلي.
وبعد أن تمكنت من استعمال السلاح وتصنيع المواد المتفجرة، عُينت قائداً عسكرياً لسرايا القدس في مخيم جنين، وعملت من خلال موقعي على الإشراف والتنفيذ المباشر لكثير من العمليات الاستشهادية التي قامت بها سرايا القدس.
رحلـة الجهـاد
اصبحت بعد عدد من العمليات الناجحة بنداً من بنود المحادثات الأمنية بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية التي مارست ضغوطاً حتى قامت السلطة باعتقالي في أواخر العام 2001 مما أثار تظاهرات شعبية استمرت ثلاثة أيام أمام أحد المراكز الأمنية قرب جنين حيث كانت معتقلاً هناك، ونقلت لاحقاً إلى سجن نابلس حيث نجحت في الفرار بعد أن استهدفت المقاتلات الجوية الإسرائيلية المعتقل بهدف القضاء على من فيه.
وفي مقابلة لي مع إحدى القنوات الفضائية بتاريخ 17/2/2002 قالت لهم (إن ما يقوم به العدو من اعتقالات واغتيالا ت وجرائم ضد ناشطين ومجاهدين فلسطينيين لن يؤدي إلى وقف جهاد شعبنا)، وقالت أيضاً لوسيلة إعلامية أخرى (إن عمليات الاغتيال لن تردعنا ولن تردع الجهاد الإسلامي، ولا كتائب شهداء الأقصى، ولا القسام، ولا الشعب الفلسطيني كله، بل سنواصل نضالنا واقسم بالانتقام لدماء رفاقي).
محـاولات اغتيـالي:
تعرضت لعدة محاولات اغتيال من بينها محاولة الاغتيال التي سقط فيها الشهيدان مجدي الطيب وعكرمة ستيتي من كتائب شهداء الأقصى، حيث استطعت أن ينزل من السيارة قبل إصابتها بصاروخ طائرة الاباتشي بلحظات، واستطاعت أن أنجو كذلك من تفجير المحل التجاري الذي كانت أعمل فيه مع أخيه بعد اكتشاف العبوة الناسفة في الوقت المناسب، إضافة إلى مغادرتي لسجن الجنيد حيث كنت معتقلاً هناك قبل قصفه بالطائرات بوقت قصير
معـركة مخيـم جنيـن
ذهبت إلى أحد البيوت التي كان موجوداً فيها أهلي، وبعد أن ودعت زوجتي واطفالي دعاء وعبد الله ارتديت بدلته العسكرية وخرجت لقيادة المجموعة المرابطة في الحارة الموجود بها بيتي، فقمت على الفور بتلغيم بيتي وجميع البيوت المجاورة، وبعد أيام قلائل عندما اقتحمت قوات الاحتلال المنطقة قمت انا ورفاقي بتفجير عدد من العبوات الناسفة مما أربك الجنود الصهاينة وأجبرهم على الانسحاب.
لاحظت عدداً من الجنود ما زالوا في منزلي فقمت بحركة سريعة تمثلت في هجوم معاكس، وضربت عدد من العبوات التي كنت احملها على ظهري مما أدى إلى مقتل أربعة جنود على الفور.
استشهــادي
في يوم الاثنين 7/4/2002 تراجعنا مع عدد من المجاهدين منهم رفيق دربي الشهيد عبد الرحيم فرج، إلى منطقة جورة الذهب في المخيم حيث حوصرنا في أحد المنازل فقامت الطائرات الصهيونية بقصف المنزل مما أدى إلى استشهادنا جميعاً . وشيعت انا ورفاقي بمخيم جنين حيث دفنا جميعاً بمقبرة الشهداء بجنين ، مقبرة العز والكرامة .